منتدى "وِدّ" لتنمية الطفولة المبكرة يختتم أعماله اليوم في أبوظبي

اختتمت المبادرة العالمية لتنمية الطفولة المبكرة “وِدّ”، والتي أطلقتها هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، اليوم أعمال منتدى “وِدّ” لتنمية الطفولة المبكرة، وشهد المنتدى اقتراح 15 توصية لحلول قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، لمواجهة أبرز تحديات تنمية الطفولة المبكرة التي تم تحديدها. كما شهد تنظيم هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة ومجلس أبوظبي الرياضي، بالشراكة مع شريك الرؤية “مبادلة” ومبادلة للصحة، تحدي المرح بطول كيلومتر واحد، بمشاركة من أولياء الأمور والأطفال الصغار وأشقائهم، وذلك في الرصيف 71 في جزيرة ياس في أبو ظبي. شهدت فعاليات اليوم الثاني للمنتدى عقد جلسة نقاشية حول إعادة توجيه الاستثمارات ولماذا تعتبر تنمية الطفولة المبكرة مستقبل الاستثمار البشري، حيث كشفت الأبحاث التي تظهر أن الاستثمار في الرفاه العاطفي والاجتماعي للأطفال في السنوات الأولى له آثار إيجابية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية طويلة المدى. حيث أن كل دولار يُستثمر في برامج الطفولة المبكرة عالية الجودة يوفر عائداً يتراوح بين 4 دولارات و16 دولاراً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستقبلية. كما تظهر الأبحاث بوضوح الفوائد طويلة الأمد للاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة ومبادرات الطفولة المبكرة عالية الجودة، والمتمثلة في زيادة الإنتاجية والنشاط الاقتصادي، وتقليل الجريمة والسلوكيات المنافية لقيم وعادات المجتمع، وتراجع الاعتماد على المساعدات الحكومية، إلى جانب ارتفاع معدلات الذكاء لدى الأطفال إلى أكثر من 11 نقطة.

وأشارت المتحدثة في الجلسة إيرينا ديا، المديرة المساعدة لتنمية الطفولة المبكرة في اليونيسيف إلى أن بداية حياة الطفل تحدد نمط حياته في المستقبل. وقالت: “عندما نمنح الأطفال أفضل بداية في الحياة، تكون الفوائد كبيرة. يعد الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة أحد أقوى الوسائل المتاحة لدينا وأكثرها فاعلية من حيث التكلفة، لضمان وصول جميع الأطفال إلى إمكاناتهم الكاملة أثناء الطفولة، وإعدادهم على أفضل وجه ليكونوا مواطنين لامعين ومنتجين ومساهمين في الاقتصاد العالمي”

من بين المخرجات التي تمت مناقشتها ومتابعتها لمساعدة جميع الأفراد المهمين في حياة الطفل، من صنّاع السياسات، والمهنيين، إلى الوالدين والأطفال أنفسهم، لإنشاء أفضل الأسس لتعلم الطفل وسلوكه وتعزيز رفاهه العاطفي وصحته البدنية، كان إطار اللعب القائم على حماية حقوق الطفل على مستوى المنظومة. وقد بادرت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بالتعاون مع مجموعة الابتكار المعرفي التي تضمّ خبراء متخصّصين في مجال الرفاه العاطفي، إلى تصميم النموذج الأولي لإطار اللعب القائم على حماية حقوق الطفل على مستوى المنظومة. وهذا الإطار هو عبارة عن منصّة مجهّزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتأمين ما يلزم من موارد ضرورية. ويستطيع الوالدان والمعلمون من خلال هذه المنصة الحصول على ما يحتاجونه من معلومات وموارد من شأنها أن تساعدهم في الحفاظ على صحة أطفالهم النفسية والوقوف على كيفية تأثير مشاعرهم الشخصية على علاقتهم بأطفالهم.

كما تم تصميم المخرجات على هيئة صناديق مبتكرة تركز على التغذية والنوم والتعلم، ووضعها على الطاولة كنتيجة للمناقشات التي جرت أثناء جلسة إعادة صياغة طرق اللعب البدني التفاعلي للأطفال في العصر الرقمي. وهذه الصناديق عبارة عن موارد ملموسة تعتمد على سياقات محددة وتتضمّن مبادئ توجيهية مرتبطة بتناول الطعام والنوم واللعب والتعلّم والعادات اليومية القائمة على النشاط والحركة، علماً أنّه تمّ اقتراح هذه المبادرة لدعم الجهود الهادفة إلى معالجة المشاكل الصحية الناجمة عن العادات اليومية الخاطئة، وتمكين التفاعلات الاجتماعية ذات المغزى وتشكيل روابط عاطفية عميقة من خلال اللعب الاجتماعي.

وتضمنت الجلسات الرئيسة الأخرى دور الحكومات وصنّاع السياسات في معالجة التأثير السلبي “الذي لم يُعرف بعد” للتكنولوجيا المستخدمة اليوم؟ قدّمها معالي عمر العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد عبر كلمة مسجلة.

وقال معالي عمر العلماء في كلمة مسجلة: “يمثل التركيز على الذكاء الاصطناعي أحد أهم أولوياتنا في رحلة الخمسين عاماً القادمة، ونسعى نحو تعزيز مشاركة الذكاء الاصطناعي في إحداث نهضة كبيرة في مختلف القطاعات باعتباره المحرك الرئيس للتنمية الشاملة والمستدامة، لذلك تم تخصيص إحدى مجموعات الابتكار المعرفي ضمن مبادرة ود للعمل على موضوع التكنولوجيا الإنسانية من أجل الأطفال، لتقديم حلول وأفكار ريادية تعزز استفادة قطاع تنمية الطفولة المبكرة من التقنيات المتطورة وفي الوقت ذاته تعزيز جودة الحياة الرقمية لأطفالنا الصغار والحد من المخاطر التي قد تسببها هذه التقنيات عليهم”.

وأضاف معاليه: “لدينا في دولة الإمارات رؤية واضحة للمستقبل، ونعمل ضمن جهود متكاملة على إعداد أجيال المستقبل وتنشئتهم ضمن بيئة آمنة ومحفزة تضمن نموهم وازدهارهم وتدعم إمكاناتهم الكامنة والكاملة، وذلك من خلال توفير أفضل الفرص لهم وتمكينهم ليكونوا فاعلين في مجتمعهم وقادرين على مواصلة مسيرة النمو والازدهار لوطنهم”.

كما تضمنت فعاليات اليوم الثاني جلسة متخصصة حول تطوير موارد الصحة النفسية للجيل الرقمي التي قدّمها الدكتور ديميتري كريستاكيس، طبيب الأطفال، والمؤلف والباحث في جامعة واشنطن، وجلسة مهمة حول إعادة صياغة طرق اللعب التفاعلي بما يتناسب مع أطفال الجيل الرقمي قدمتها خبيرة التربية العالمية الدكتورة ميشيل بوربا، فضلاً عن حلقة متخصصة برعاية ضمان حول كيف يؤثر الوقت الذي يقضيه الوالدان أمام الشاشات على عادات الأطفال المتعلقة باستخدام التكنولوجيا، وحلقة نقاش حول إعادة تقييم أهمية دور العاملين في مجال تنمية الطفولة المبكرة في المجتمع.

وبهدف تشجيع الأطفال منذ السنوات الأولى على تبني أنماط الحياة الصحية وتحقيق أفضل النتائج التي تؤثر بشكل إيجابي على حياة أطفالنا في أبوظبي وخارجها، اختتم المنتدى أعماله بتحدي المرح للأطفال في موقف الرصيف “Pier 71” في جزيرة ياس في أبوظبي، الذي شارك فيه أكثر من 500 طفلٍ مع عائلاتهم وأشقائهمـ استمتعوا خلاله بمسار مخصّص للجري بطول كيلومتر واحد. وتميّز هذا المسار باحتوائه على إضافات ممتعة ومرحة مثل المسار التفاعلي الغني بالألوان الزاهية وخاصية اللمس الخفيف والأنفاق المصممة بطريقة مميزة والأقسام المزخرفة المثيرة للاهتمام، بالإضافة إلى مسارات الفينيل الملونة التي ساعدت على توجيه الأطفال نحو المسار الصحيح خلال السباق.

تعليقاً على “تحدي المرح للأطفال”، صرّح معالي عارف حمد العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي قائلاً: “نشعر بفخر كبير لنجاحنا في استضافة “تحدي المرح” الذي يدعم جهود مبادرة “وِدّ” ، إذ إنّ مثل هذه الأنشطة المجتمعية هي أفضل مثال على الوعي الذي نطمح إلى ترسيخه في إمارة أبوظبي وخارجها. فالتركيز على أهمية اتباع الجيل الجديد لأسلوب حياة صحي وقائم على النشاط البدني المنتظم يمكننا جميعاً من المساهمة في بناء مستقبل صحي لمجتمعنا”.

وتضمنت المبادرات التي تمّ طرحها في المنتدى مبادرة مجتمعية رئيسة أخرى بعنوان “برنامج نمط الحياة الصحي” تحت مظلة مبادرة “وِدّ” وبالشراكة مع مدارس مانشستر سيتي لكرة القدم في دولة الإمارات. وهي عبارة عن برنامج مبتكر يجري تنفيذه بموازاة أعمال وأنشطة المبادرة التي تكللت بالنجاح في عامها الأول. ويتضمّن “برنامج نمط الحياة الصحي” سلسلة من ورش العمل التفاعلية والمرحة التي تمّ تصميمها بالتحديد للأطفال الصغار من محبي لاعبي نادي مانشستر سيتي لكرة القدم، وذلك بهدف تنظيم جلسات ترفيهية وتعليمية حول الصحة واللياقة البدنية. والجدير بالذكر أنّ مدربين من مدارس مانشستر سيتي لكرة القدم وخبراء من مبادرة “وِدّ” سيواصلون تنظيم ورش عمل مماثلة في المدارس المشاركة في أبوظبي لغاية الربع الثاني من العام 2022.

تجدر الإشارة إلى أنّ مبادرة “وِدّ” انطلقت في العام 2021 برعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي ورئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة. وتهدف هذه المبادرة إلى تحفيز الابتكار في قطاع تنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي من خلال مجموعات الابتكار المعرفي التي تطمح إلى تحقيق رؤية استراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 2035 والمتمثلة في أن يتمتع كل طفل صغير بالصحة والعافية ويتحلى بالثقة بالنفس وأن يكون محباً للاطلاع وقادراً على التعلم وتنمية قيم متينة في بيئة آمنة وداعمة للأسرة في أبوظبي

-انتهى-

 

Did you find this helpful?

نعم
لا
Neutral
1 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *