السبب الذي قد يجعل طفلك انتقائي في الأكل

” آدم انتقائي في الأكل، لا يرضى تناول الخضراوات والفواكه أبداً “.

 ” سما تتناول الخبز، رقائق البطاطا المقلية والبسكويت المملح فقط. تبدأ في نوبة غضب، إذا حاولت إطعامها أي شيء غير مقرمشٍ أو قاسٍ “.

 ” الخروج مع هاشم إلى المطاعم يكاد يكون شبه مستحيلاً؛ يستمر بالركض في جميع أنحاء المطعم، يلمس الناس، ويضع في فمه الكثير من الطعام مرة واحدة ويفتعل فوضى كبيرة من حوله. “

هل أنت من الأمهات اللاتي يقلن مثل هذه الجمل كثيراً؟ هل تأتيك الرهبة عند وقت الغذاء لأنك تعرفين أن النصف ساعة القادمة ستكون معركة؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فربما عليك أن تسألي نفسك عن سبب عدم تطوير طفلك لعادات غذائية وطرق أكل سليمة.

إذا كنت تعتقدين أن طفلك يعاني من صعوبات في التغذية، لا تقلقي، هناك حل لكل شيء فسوف تجدين الطريقة المناسبة للحصول على وقت وجبة هادئ وأكثر إيجابية. في بعض الحالات، الصعوبات في التغذية والأكل قد تكون نتيجة لحالة طبية معينة. ويمكن التأكد من هذا الأمر بالتعاون مع طبيب مختص أو مع أخصائي للتغذية.

ومن هنا، سوف نقوم بتوضيح مشاكل التغذية التي تنتج بسبب صعوبات حسية حركية. قبل النظر فيما يمكنك القيام به، دعونا نفكر للحظة، ما هي آلية تناول الطعام وعلى ماذا تشمل؟

1.    يبدأ الأمر عند الأطفال الرضع، حيث يبدؤون باستخدام حاسة اللمس أثناء الرضاعة الطبيعية وبدء تطوير مهاراتهم الحركية عن طريق تحريك أفواههم لشرب الحليب.

2.    بعد ذلك، يبدأ الأطفال تدريجياً تعلم قضم اللقم، مضغ وابتلاع الطعام شبه الصلب، ثم الطعام الصلب باستخدام الشفاه، الأسنان واللسان.

خلال هذه العملية، سيستخدم الأطفال حواسهم الأربعة (اللمس، الشم، التذوق والبصر) عندما يتم تقديم وجبات وأصناف جديدة لهم، حيث يبدؤون استكشاف الرائحة، الألوان، والنكهات المختلفة.

3.    عندما يكون الأطفال أكثر قدرة على الحركة، فإن تناول الطعام يعني أن عليهم البقاء جالسين بوضعية مستقيمة ولفترة معينة من الوقت. هذه المهمة تحتاج إلى تنسيق بدني ممتاز حتى يتمكنوا من استخدام أدوات وأوني طعام مختلفة (ملعقة، شوكة وسكين). كما أنهم بحاجة إلى أن يكون لديهم وعي لأجسادهم وما حولها لتفادي عمل أي فوضى من حولهم وتجنب اتساخ وجوههم وملابسهم.

كما ترين، مع أننا نتعامل مع موضوع تناول الطعام على أنه أمر روتيني وعادي، إلا أنه ينطوي على الكثير من الوظائف الحسية الحركية المعقدة والتي تعتبر من الوظائف المهمة التي تعمل على تطوير مهارات أخرى في وقت لاحق.
 

فماذا نعني بمشاكل التغذية بسبب صعوبات حسية حركية؟
هناك مفهوم مشترك يذكره الكثيرون هذه الأيام وهو التكامل الحسي. ماذا نعني به؟ يعنى بهذا المفهوم على أنه وصف لعملية تلقي وتنظيم المعلومات الحسية من أجسادنا والبيئة من حولنا. فكلنا نعرف حواسنا الخمسة: اللمس، الشم، البصر، السمع والتذوق. إلا أن هناك حواس إضافية تساهم في قدرتنا على التفاعل مع العالم الخارجي، مثل:

1.      الحس الدهليزي (Vestibular Sense)، الذي يساعدنا على الحفاظ على وضع الإستقامة ، الحفاظ على توازننا، وتنسيق حركات رأسنا مع حركات العين، وكذلك تنسيق حركة الجانب الأيسر والأيمن لدينا.

2.      الاحساس بالعضلات والمفاصل (Proprioceptive Sense)، الذي يوفر لنا المعلومات للوعي بأجسامنا، معدل الوقت اللازم لأداء حركات معينة، كما أنه يساعدنا على معرفة مقدار القوة التي قد نحتاجها لإنجاز المهام.

بناء على ذلك، يمكننا أن نرى أن التغذية تتطلب الكثير من التكامل الحسي. فنحن بحاجة إلى أن نرى طعامنا، نشم رائحته، نشعر به، وتذوقه.
كما سنحتاج أيضا أن يكون لدينا القدرة على الجلوس بشكل مستقيم، وتنسيق حركات اليد لدينا والسيطرة على أدواتنا. لذلك، صعوبات التغذية بسبب مشاكل حسية حركية ممكن أن تظهر على الأطفال بطريقتين مختلفتين:

3.     الطفل الحساس جداً، أي الطفل الذين تكون حساسيته عالية للمس، الرائحة، البصر أو التذوق. لذلك، قد يشكو إذا بدا طعامه مختلفاً، ويمكن أن يتقيأ عند تقديم مواد غذائية معينة له أو الهروب من الغرفة عند شم رائحة معينة أو رؤية بعض الأطعمة الغريبة.
 

4.    الطفل الذي يعاني من إدراك حسي ضعيف، هو الطفل الذي يمكن أن يجد صعوبة في تحريك طعامه وشرابه في فمه، يسيل اللعاب من فمه بكثرة، يمكن أيضاً أن يعض خده أثناء مضغه أو قد يبتلع طعامه قبل مضغه بشكل صحيح. كما أنه قد يستمر بالحركة بحيث يجد صعوبة بالجلوس بوضع مستقيم على طاولة الطعام أو قد يجد صعوبة في استخدام الملعقة والشوكة.
 

من يمكنه مساعدتك؟
يمكنك التوجه إلى أخصائي علاج وظيفي أو أخصائي صعوبات نطق، حيث يمكن إجراء تقييم تغذية لطفلك. من خلال الملاحظات والاستبيانات سوف تكونين قادرة على معرفة سبب الحسية المحرك وراء صعوبات تغذية طفلك.
 

ماذا سيترتب على تدخل الأخصائي؟
سوف يعمل الأخصائي بشكل رئيسي مع الطفل وعائلته مباشرة، باستخدام مختلف الاستراتيجيات الحسية الحركية للمساعدة في تطوير عادات تغذية أكثر إيجابية. عن طريق تعريض الطفل لتجارب حسية حركية في بيئة آمنة، ومن خلال مراقبة تطور الطفل واستجاباته العاطفية عن كثب، حيث يقوم الأخصائي بتحدي الطفل تدريجياً وجعله يعيش تجارب إيجابية أثناء الوجبات في بيئات مختلفة. وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تشمل العلاجات تمارين لتحسين المهارات الحركية عن طريق الفم.
 

هل يمكنك المساعدة في المنزل؟
بالتأكيد تستطيعين! يمكنك المساعدة عن طريق تجربة بعض النصائح التالية:

·      حاولي أن تجعلي وقت تناول الطعام تجربة ممتعة بالنسبة لك ولطفلك، بغض النظر عن نوع الطعام الذي اختار أن يتناوله!

·      انتبهي لما حولكم من أصوات، مشاهد وروائح مختلفة.

·      اسمحي لطفلك باستكشاف الطعام في المنزل واللعب به بين مواعيد الوجبات.

·      قومي بالطلب من طفلك بإطعام من حوله من الطعام الذي لا يفضله قبل أن تطلبي منه تذوقه.

·      ابدئي بالطلب من طفلك أن يلعق الطعام أولاً ثم القضم وبعد ذلك القضم والابتلاع. لا تجبري طفلك على تناول الطعام إذا رفض تناوله.

·      استغلال وقت اللعب مع طفلك وممارسة حركات تشبه الحركات التي نستخدمها عند تناول الطعام مثل السكب والصب.

·      تأكدي من جلوس طفلك بشكل مستقيم وآمن على طاولة الطعام.

خذي نفساً عميقاً، وتذكري أن الوضع قد يكون صعباً الآن، إلا أنه سيصبح أسهل وأفضل مع الوقت. لذلك، احتفلي الآن بنجاحاتك الصغيرة مع طفلك.

المصدر: www.360moms.net/ar

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
5 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *