السبب وراء حقنة فيتامين K لحديثي الولادة

عادة ما يتم حقن الأطفال بفيتامين K مباشرة بعد الولادة، حيث أن هذا الفيتامين مهم جداً من أجل صحة الأطفال الرضع في الأشهر الأولى، ويمكن أن يسبب نقصه في جسم الطفل مشاكل صحية خطيرة جداً.

لكن قبل الحديث عن نقص فيتامين K، لنفصل أكثر ما هو فيتامين K؟ وماذا يفعل للجسم؟

بشكل عام، إن الفيتامينات هي عناصر عضوية مطلوبة بكميات صغيرة لضمان استمرارية الحياة والحفاظ عليها، حيث أن الجسم لا ينتجها بكميات كبيرة أو أنه لا ينتجها على الإطلاق، فنحصل عليها من مصادرها في الطعام. وفيتامين K تحديداً يلعب دوراً مهماً في آلية عمل الكثير من البروتينات، بما في ذلك البروتينات المسؤولة عن تجلط الدم، أي قدرة الدم على التحول من الحالة السائلة إلى الصلبة.

يحتاج الجسم لفيتامين K لأنه يساعد في صناعة عناصر تسمى “عوامل التخثر”، والتي تساعد الجسم في تكوين الجلطات وإيقاف النزيف.  
 

فمن أين نحصل على فيتامين K؟

نحصل على فيتامين K من الأطعمة مثل الخضراوات الورقية (كالسبانخ والملوخية)، من الخضراوات خضراء اللون (كالبروكلي)، ومن اللحوم والبيض. كما أنه يتم تصنيع القليل من هذا الفيتامين عن طريق البكتيريا النافعة في أمعائنا.

لكن ما الذي يسببه نقص فيتامين K؟

إن نقص فيتامين K يسبب النزيف، ولأن دم الأطفال بعد الولادة لا يحتوي على ما يكفي من فيتامين K لإيقاف النزيف والسماح بتجلط الدم، يتم تصحيح ذلك عن طريق إعطاء مكملات فيتامين K.

الأطفال الرضع الذين لا يأخذون جرعة فيتامين K عند الولادة من الممكن أن يصيبهم نزيف نقص فيتامين K في أي وقت خلال الأشهر الستة الأولى.

هناك ثلاثة أنواع من نزيف نقص فيتامين K، اعتماداً على عمر الطفل عندما يبدأ النزيف:

1.    النزيف المبكر: يحدث خلال ال 24 ساعة الأولى من حياة الرضيع بعد الولادة، ويصيب عادةً الأطفال حديثي الولادة لأمهات يتناولن أدوية مانعة لفيتامين K، مثل الأدوية المضادة للتشنجات والمضادة لمرض السل.

عادةً ما تكون أعراضه شديدة، وتشمل وجود نزيف في البطن (Intra-abdominal hemorrhages)، وتورم ونزيف في فروة الرأس (Cephalus hematoma)، ونزيف في الدماغ (intracranial bleeding).

2.    النزيف الكلاسيكي: يحدث بعد مرور يوم إلى سبعة أيام بعد الولادة، تكون أعراضه عادةً أخف من النزيف المبكر، لكنه قد يسبب فقد الكثير من الدماء، وبعض أعراضه تشمل: كدمات على الجلد، نزيف لا يتوقف من موضع الحبل السري ومواضع الإبر.

3.    النزيف المتأخر: يحدث في عمر بين أسبوعين إلى 12 أسبوعاً بعد الولادة وتستمر خطورة حدوثه حتى عمر الستة أشهر من حياة الطفل، وهو خطير جداً، قد يؤدي إلى تلف الدماغ والجهاز العصبي وإلى الوفاة أيضاً. وقد يحدث النزيف بشكل مفاجئ دون سابق إنذار حيث تظهر علامات الخمول على الطفل وحالات التشنج.

هذا النوع هو نادر جداً، إلا أن الأطفال الذين لم يأخذوا جرعة فيتامين K عند الولادة هم 81 مرة أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بأولئك الذين أخذوه.

لماذا تكون مستويات فيتامين K متدنية لدى جميع الأطفال حديثي الولادة؟

عند الولادة، يكون لدى الأطفال حديثي الولادة القليل من فيتامين K لأنه لا ينتقل بشكل جيد من خلال المشيمة من الأم إلى الجنين، ولا يقوم كبد الجنين أيضاً بتخزين الفيتامين.

كما أن الأمعاء تعتبر لدى حديثي الولادة معقمة نسبياً فلا تحتوي على ما يكفي من البكتيريا النافعة لإنتاج فيتامين K، وعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية لها فوائد صحية كبيرة للأطفال حديثي الولادة، إلا أن حليب الأم يحتوي على مستويات منخفضة من فيتامين K.

أيضا، الأطفال حديثي الولادة والرضع لا يستهلكون الأطعمة الصلبة حتى سن 4-6 أشهر، لذلك لا يمكنهم الحصول على فيتامين K من الطعام خلال هذه الفترة العمرية.

يجب أن يتلقى جميع الأطفال حديثي الولادة جرعة من فيتامين K بعد الولادة. وهذا إجراء روتيني وليس شيئاً تطلبه الأمهات باختيارهن.  وقد أوصت به منظمة الصحة العالمية: “يجب إعطاء جميع الأطفال حديثي الولادة 1ملجم من فيتامين K في العضل بعد الولادة (أي بعد الساعة الأولى التي يجب أن يكون فيها الرضيع على اتصال مباشر مع الأم حيث تبدأ الرضاعة الطبيعية).”
 

تكون هذه الجرعة التي تعطى للرضيع بعد الولادة عالية مقارنة بالجرعة اليومية التي يوصي بها الأطباء عادةً، ولكن هذا يرجع إلى أن جزءاً صغيراً جداً منها يذهب مباشرة إلى مجرى دم الرضيع ليمنع انخفاض مستويات فيتامين K في الأيام التالية للولادة. وما يتم امتصاصه منها يخزن في الكبد عند الرضيع لعمل المزيد من عوامل التخثر.

أما باقي الجرعة، فيتم تخزينه في العضل حيث تم إعطاء الحقنة (عادة في منطقة الفخذ)، ويتم إطلاقه ببطء على مدار شهور للمساعدة في منع ظهور النوع الثالث من نزيف نقص فيتامين K “النزيف المتأخر”.

المصدر: www.360moms.net/ar