كيف تحافظين على روتين نوم أطفالك بعد قدوم مولود جديد إلى العائلة؟

إن مرحلة الطفولة في حد ذاتها هي مرحلة مثيرة للقلق بالنسبة للطفل، حيث عليهم تعلم مهارات جديدة، ومواجهة تحديات جديدة والتغلب على مخاوفهم، واكتشاف العالم الذي لا يكون منطقيًّا دائماً، لكن وفي بعض الأحيان تكون هذه المخاوف والضغوطات التي يتعرض لها الأطفال تفوق قدراتهم على التحمُّل، فيصبح تدخل الكبار أمراً ضرورياً.

لا أنسى أبداً ذلك اليوم الذي قامت فيه قريبتي العزيزة بإحضار هدية لطفلي البالغ من العمر سنتين، كانت عبارة عن طائرة تعمل على البطاريات تنبعث منها أضواء ساطعة وتصدر أصوات عالية جداً. ظنت أنها بذلك قد أحضرت هدية مثالية لطفلٍ صغير، لكن بالنسبة لطفلي لم يكن الأمر كذلك، ولم أعرف ماذا عنت هذه الهدية له، وما هي العلامات التي أرسلتها لذهنه وجسده!

وكوني مدربة تربوية متخصصة في طرق التربية السليمة للأطفال، كان علي أن أحوِّل هذه التجربة إلى درس، وضعت طفلي في حضني وبدأت أحدثه عن مشاعره ومخاوفه من هذه اللعبة، عانقته لأطمئنه وأظهرت تفهمي لمشاعره وأسباب خوفه، فكانت النتيجة أن أبدى استعداداً للمس اللعبة، فقمنا معاً بلفِّها ببطانية ليحملها كطفلٍ صغير، وهكذا حولتها من شيءٍ يخاف منه إلى شيءٍ آخر يحب الاعتناء به.

كثيراً ما يسألني أولياء الأمور عن كيفية التعامل مع مخاوف الأطفال، تشير بعض الدراسات إلى أن ما نسبته 90% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-14 سنة يكون لديهم خوفٌ واحد محدد على الأقل، على سبيل المثال: الخوف من الحيوانات، أو الظلام، أو الوحوش الوهمية، أو من الأشباح، وهذه كلها تعد من أكثر المخاوف شيوعاً بين الأطفال. إلا أن شدتها تتضاءل  مع مرور الزمن، لكن بعضها يستمر فيحد من تطور الطفل وقدراته في بعض الأحيان.

لا يمكننا أن نمنع أطفالنا عن كل ما قد يسبب الخوف لهم، لكن ردة فعل الأهل لخوف أطفالهم هي التي تحدد إذا ما كان الطفل سيستمر ليشعر بالخوف والقلق بشكل مفرط أو أنه سيطور الأدوات والأساليب اللازمة للتعامل مع مخاوفه وتجاوزها.

فيما يلي بعض النصائح والتوصيات التي ستساعدكم في التعامل مع مخاوف الأطفال بشكل سليم:

1.    تغلبوا على مخاوفكم أولاً: إن الخوف المفرط لدى الأم أو الأب ينتج عنه أطفال خائفون، فإذا شعر أحدكما بالخوف من المرتفعات أو الكلاب أو الأشباح أو غيرها، فإن فرصة أن يكون لدى أطفالكم ذات المخاوف تكون كبيرة جداً، فإذا كنتم تعلمون أن لديكم خوف غير منطقي من شيءٍ ما يحد أو يمنع من تقدمكم، فأنتم مدينون ليس لأنفسكم فقط وإنما لأطفالكم أيضاً أن تعملوا على تقليصه والتخلص منه.

2.    خوف طفلكم حقيقي، حتى لو كنتم تعتقدون أنه غير منطقي: تستطيعون التعامل مع مخاوف أطفالكم عندما تعترفون بوجودها، فهذا يجعل الطفل يطمئن إلى أنكم في صفه وستقومون بدعمه ومساعدته في التغلب عليها، هذا وحده كفيل بأن يقلل من القلق والتوتر الذي يعيشه بسبب هذه المخاوف.

3.    ركزوا على نقاط القوة لدى أطفالكم: ذكروا أطفالكم بتلك المخاوف التي كانوا يشعرون بها وكيف استطاعوا تجاوزها والتغلب عليها، أخبروهم دائماً أن لديهم من القوة ما يكفي للتحمُّل والسيطرة على أي مخاوف جديدة ممكن أن تواجههم.

4.    قدموا لمسة من الحنان والطمأنينة لأطفالكم: عندما تبدأ مشاعر الخوف عند الأطفال بالتشكل، قد لا تكون الكلمات وحدها كافية لتهدئتهم، قفوا بجانبهم أو أمسكوا بأيديهم، فإن الاتصال الجسدي مع الأطفال يشعرهم بالحماية والأمان، وحضور والديهم بجانبهم يشعرهم أنه مهما كان الأمر مخيفاً فإنه يمكن التخلص منه.

5.    ادعموا أطفالكم وقوموا بتوجيههم لكن دون التحكم بالمواقف بأنفسكم: فالأطفال يستطيعون تعلم كيفية التعامل مع مخاوفهم إذا كان هناك من يدعمهم لمواجهتها.

6.    بالتدريج ساعدوا أطفالكم في مواجهة مخاوفهم: عرِّضوا الأطفال للأمر الذي يخشون منه خطوة خطوة، وذلك لتعليمهم أنهم يستطيعون التعامل معه. فمثلاً، إن كان أحد أطفالكم يخاف من الكلاب، قوموا بقراءة قصص عن الكلاب له، أو العبوا معه بلعبة على شكل كلب، ومن ثم عرفوه على كلب صغير ولطيف لأحد أصدقائكم ومن ثم التربيت على كلب أكبر وهكذا…

7.    قوموا بأعمال تجعل أطفالكم أشخاصاً مرنين وأكثر تقبُّلاً لما حولهم: اقرؤوا كتباً تتحدث عن أطفال تغلبوا على مخاوف كانت تسيطر عليهم، علموهم مهارات الاسترخاء والهدوء، وشجعوهم أن يتحلوا بالشجاعة للقيام بأشياء جديدة على الرغم من الخوف والرهبة، وساعدوهم أيضاً أن يميِّزوا بين الخوف الذي يدفعهم للحذر والتريُّث وبين الخوف الذي لا يكون سوا عائقٍ أمامهم للقيام بأمور جديدة وممتعة.

وحتى أسهل عليكم أكثر، إليكم هذا التمرين الذي سيساعدكم في تجاوز مخاوفكم أنتم وأطفالكم:

  • أولا: قوموا برسم سلَّم من الأماكن والمواقف التي تتجنبونها، في رأس السلم اكتبوا المواقف أو الأماكن التي توتركم وتجعلكم خائفين بدرجة كبيرة، وفي نهاية السلم ضعوا ما تتجنبونه لكنه لا يؤثر عليكم كثيراً، وفي وسطه ضعوا ما بين هذا وذاك.
  • ثانياً: أضيفوا لكل مكان أو موقف تقييم من 0-100% حسب درجة القلق التي تشعرون بها كنتيجة لتواجدكم في هذا المكان أو تعرضكم لهذا الموقف.
  • ثالثاً: الآن تستطيعون التغلب على مخاوفكم والتعامل معها بعد أن أصبحت واضحة أمامكم بدرجاتها بدءاً من أسفل السلم إلى أعلاه.

المصدر :أمهات 360

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
3 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *