كيف يمكن للأهل الحد من آثار الطلاق على أطفالهم؟

يواجهُ العديد من الأطفال في العالم العربي الكثير من المشاكل والاضطرابات العائلية. ولا تزال معدلات الطلاق في تزايدٍ مستمر. يتعامل الأطفال مع هكذا تجربة بشكل شخصي وعميق أكثر مما نتخيل.  ومع ذلك، فإن آثار الطلاق الناتجة تختلف من طفل لآخر ولا يُمكن التنبؤ بها. هُناك ثلاثة عوامل أساسية تؤثر في نفسية الطفل خلال وبعد مرحلة الطلاق. والتي يُمكن السيطرة عليها من قبل أولياء الأمور، ألا وهي:

1.    مُدة وحدّة النزاع بين الوالدين.

2.    طبيعة وجودة المشاركة في تربية الطفل مع الوقت.

3.    نوعية العلاقة بين الطفل ووالديه.

إن تأثير الطلاق على الأطفال متعارف عليه جيداً. ولكنهُ يعتمد في الدرجةِ الأولى على حقيقة أن كلا الوالدين هما العمود الفقري والأساس في عملية الطلاق. والذي يُمكنه تخفيف آثار هذه التجربة على أطفالهم، أو تعريضهم لنتائج سلبية محتملة. يتفاعل العديد من الأطفال مع تجربة طلاق ذويهم بمشاعر مؤلمة تتضمن الحزن، الارتباك والخوف من التخلي عنهم، الشعور بالذنب، سوء الادراك، الغضب، صراع الولاء، القلق والكآبة. يختبر الكثير منهم مشاعر الخسارة حين يُغادر أحد الوالدين منزل العائلة. بينما قد يشعر الطفل بقليل من الراحة عند حدوث الطلاق في حالات النزاع الشديد وتواجد العنف المنزلي. وتختلف ردود أفعالهم تبعاً لأعمارهم. ولكن جميع الأطفال، تقريباً، يتشاركون القلق ذاته: ” ما الذي سيحدث لي؟؟”

بالإضافة إلى تولد هذه المشاعر الصعبة لديهم، أظهرت الأبحاث أن هناك عواقب سلبية تظهر لمدة قصيرة على الأطفال بعد الطلاق تشمل انخفاض مستوى التحصيل الدراسي، ضعف التكيف النفسي والاجتماعي وحتى العاطفي. مما يبعث فيهم النفور السلبي من ذواتهم. وقد تتعرض صحتهم الجسدية للخطر أيضاً، خاصة في حالات الصراع الشديد بين الوالدين. كما أن العديد من المراهقين يُنشئون روابط عاطفية أضعف مع أهاليهم وخاصةً آبائهم.

لا شكَ في أن كُلاً من العامل الفردي والعائلي مهم جداً في التأثير على نفسية الطفل. وسأذكر الآن عدداً من العوامل الأسرية كما هو موضح أدناه: 

العوامل التي تحمي الاسرة

  • الحماية من حدوث أي نزاع بين الوالدين.
  • التعاون معاً في أمور التربية ما عدا حالات العنف الأسري.
  • علاقة صحية بين الطفل ووالديه.
  • استقرار وضع العائلة النفسي.
  • الصحة الجسدية السليمة للأهل.
  • اعتماد أسلوب جيد وحازم في التربية واتباع نظام منزلي ثابت.
  • علاقات صحية وسليمة بين الإخوة لدعم بعضهم البعض ومع الأقرباء كذلك.
  • الأمان في الوضع الاقتصادي.

العوامل التي تدمر الأسرة

  • النزاع المستمر بين أولياء الأمور خاصةً عندما يكون بشكل عدواني و/أو المباشر اتجاه الأطفال.
  • ضعف القدرة على تربية الأطفال أو التربية السيئة.
  • قلة الاهتمام في توفير الأنشطة للأطفال.
  • تغيرات عائلية متعددة (طلاق، الزواج للمرة الثانية، طلاق آخر…)
  • مشاكل عقلية لدى أحد الوالدين أو كلاهما.
  • نظام منزلي فوضوي غير مستقر.
  • علاقة سيئة بين الطفل ووالديه.
  • عدم توفر الأمان الاقتصادي.

أؤمن تماماً بأن التربية الفعالّة والسليمة -والتي يمكن تعديلها تبعاً لاحتياجات كل طفل-  هي من أقوى العوامل في حماية الأسرة من تحديات الطلاق بشتى أنواعها. أقصد بالتربية الفعالّة أنها المزيج من الدفء والحنان مع توفر الانضباط ووضع الحدود. الانضباط هنا؛ مجموعة من الارشادات الواضحة والحدود والتوقعات المناسبة لعمر كل طفل. هذا النوع من التربية يحبذ اتباعه بشكل مستمر ليؤدي إلى أفضل النتائج المرجوة لدى الأطفال، وأنا انصح به دوماً.

المصدر: أمهات360

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
2 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *