كيف تختار البيئة التعليمية المناسبة لطفلك من أصحاب الهمم؟

كما ذكرنا في مقالنا السابق، حول خيارات التعليم المتوفرة عند اختيار مدرسة لطفلك من أصحاب الهمم، ابتداءً من الدمج في الغرف الصفية في المدرسة العادية – مع أو بدون دعم من معلمين التربية الخاصة، إلى التدريس في غرفة مصادر لساعات معينة من اليوم، إلى الفصول الدراسية الخاصة في المدرسة العادية، إلى مركز تعليم خاص أو مدرسة.

حتى تكون عملية الاختيار أسهل، وضعنا مجموعة من الأسئلة التي قد تساعدك على تحديد متطلبات التعليم التي يحتاجها طفلك حسب المرحلة التي يمر بها:

  • هل يحتاج طفلي إلى درجة عالية من التنظيم والروتين والعمل ضمن مجموعات صغيرة أم أنه يستمتع ويتطور بشكل أفضل في مجموعات أكبر وأقل تنظيماً مثل ما تقدمه الغرف الصفية العادية؟
     
  • هل سيكون بإمكانه الاستفادة والتعلّم من المنهاج المدرسي العام إذا تم إجراء بعض التعديلات على المنهاج بما يناسبه؟
     
  • هل من المتوقع أن يواجه طفلي بعض التحديات في تحصيله الأكاديمي في مدارس الدمج الشامل؟
     
  • هل سيحتاج إلى الدعم والمساعدة من معلم الظل/معلم مساند أو التعلّم في غرفة المصادر حيث يعمل معه مدرس التربية الخاصة في مجموعة صغيرة؟
     
  • هل يحتاج طفلي إلى خطة تعليمية مصممة له خصيصاً حيث أن المنهاج الدراسي العام أو الدعم الفردي الذي توفره مدارس الدمج الشامل غير كافية لتلبية احتياجاته التعليمية؟
     
  • هل طفلي بحاجة إلى خدمات علاجية متخصصة مثل العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي أو علاج اللغة والنطق؟ هل هذه الخدمات مهمة لتطوره في هذه المرحلة؟ وهل يجب دمج هذه الخدمات مع خطته التعليمية؟
     
  • هل لدى طفلي المهارات الاجتماعية الأساسية التي تمكنه من الاستفادة من الاختلاط مع أقرانه؟ إلى أي مدى يحتاج إلى المساعدة من البالغين لتسهيل تفاعله وتعلمه من أقرانه؟
     
  • هل أداء طفلي من ناحية المهارات الوظيفية والعناية الذاتية يقارب أداء أقرانه أم من المتوقع أن يحتاج إلى المساعدة والتدريب في هذه المجالات؟
     
  • ما هو الخيار أو المكان الذي سيلبي احتياجات طفلي السلوكية والعاطفية بفعالية أكبر؟

عند انضمام طفلك إلى مدرسة عادية، سيكون لديه فرص أكبر للتعلم من أقرانه العاديين، ومن حق كل طفل أن تتاح له مثل هذه الفرص، وينبغي للمرء أن يدافع عن هذا الحق. ولكن قبل كل هذا، تحتاج إلى التأكد من أن هذا المكان مناسب لتطوير إمكانيات التعلّم لدى طفلك لأكبر قدر ممكن. وهذا يعني، أن عليك التفكير كالآتي: ما هو المكان الأفضل لتعليم طفلي؟ ما هي الإعدادات والتحضيرات اللازمة له ليكون أكثر إنتاجية؟ أين سيحصل على أكبر قدر من التحفيز الذي يحتاجه في هذه المرحلة من تطوره ونموه؟

لذلك، سواء كان قرارك في إدخال طفلك إلى مدارس الدمج الشامل أو مراكز التربية الخاصة، لا يزال عليك تجميع بعض المعلومات عن الأمور المتعلقة بالتكلفة، الموقع، ساعات دوام المدرسة…إلخ.
عند تحديد خياراتك بناءً على هذه العوامل، من المفضّل أن تقوم بزيارة هذه المدارس لأخذ فكرة عن بيئة المدرسة بشكل عام، ورؤية المساحات أو الغرف التي يمارس فيها الأطفال الأنشطة اللامنهجية مثل صالة الألعاب الرياضية وغرفة الفن، كما يمكنك معاينة معايير النظافة والسلامة، ومن المهم أيضاً معرفة نسبة المعلمين إلى الطلاب في الغرف الصفية.

ومن خلال زيارتك لكل مدرسة، حاول أن تطرح الأسئلة التي تعطيك المعلومات عن مؤهلات المعلمين، وسياسة المدرسة في التعامل مع المشاكل السلوكية، وتفاصيل البرنامج الأكاديمي المتبع بما في ذلك الخطة الدراسية، وسياسة الواجبات المنزلية، والأنشطة اللامنهجية. هذه الأسئلة سوف تعطيك فكرة ما إذا كانت هذه المدرسة مناسبة لطفلك أم لا.

كما أن هناك بعض الأسئلة المهمة التي ستساعدك على تقييم ما إذا كانت إدارة المدرسة العادية تتبنى سياسة الدمج بصدق وأمانة وأنها حريصة على اتخاذ جميع التدابير لتسهيل نجاح الدمج، مثل:

  • هل تقدم المدرسة مستويات مختلفة من الدعم التعليمي؟ على سبيل المثال، هل يقدمون الدعم داخل الصف، وداخل غرفة المصادر وعن طريق وجود معلم الظل في الغرف الصفية، أم أنهم يقدمون نوعا واحدا من الدعم فقط؟
     
  • هل تقوم المدرسة بتعديل المنهاج الدراسي لتلبية الاحتياجات الفردية؟ وهل تقدم التسهيلات المناسبة للطالب؟ هل لديهم الاستعداد لوضع خطط تعليمية فردية إذا لزم الأمر؟
     
  • هل هناك دعم كافي للمعلمين حتى تكون تجربة التعليم ناجحة؟ على سبيل المثال، هل يحصلون على التدريب الكافي؟ هل يتوفر لديهم دعم من معلمي التربية الخاصة عند الحاجة؟ هل تسمح نسبة المعلمين للطلاب في الغرف الصفية لاستيعاب الأطفال الذين يحتاجون إلى عناية ودعم إضافيين؟
     
  • هل يتوفر لديهم فريق عمل مختص في الخدمات العلاجية مثل العلاج الوظيفي وعلاج اللغة والنطق؟
     
  • هل هناك اهتمام كافي بتلبية الاحتياجات العاطفية والدمج الاجتماعي في بيئة المدرسة؟ هل تتم توعية الطلاب بشكل كافي لتقبل غيرهم من الطلاب؟ هل يتوفر لديهم طبيب نفسي أو مرشد تربوي؟

أما في حال زيارتك لمركز/مدرسة للتربية الخاصة، هنالك أشياء مهمة عليك البحث عنها لتستطيع تقييمها بشكل جيد، مثل أن تسأل عن:

  • الخطة التعليمية الفردية، وما تشمله من تدابير لتلبية الاحتياجات التعليمية للأطفال، حيث يجب أن تكون مصاغة وفقاً لتقييم مستوى طفلك، مع الأخذ بعين الاعتبار الأولويات التي تريدها أنت أم عائلتك لطفلك. على أن يقوم المركز بمراجعة الخطة وتعديلها باستمرار حسب كل مرحلة يصل لها طفلك.

     

  • منهاج المدرسة، وعن ماهية البرامج الخاصة التي يتبعونها في المجالات التنموية للطفل، والتأكد من أنها تعطي الاهتمام الكافي لتطوير مهارات الطفل الوظيفية والحياتية.

     

  • كيفية توزيع الطلاب بين الصفوف وفي داخل كل صف، وعن جدولهم الأسبوعي أو اليومي.

     

  • الأنشطة الاجتماعية التي تساعد الأطفال في الانخراط مع المجتمع، وهل يقومون بدمج طلابهم مع طلاب المدارس العادية إذا كان ذلك ممكناً.

     

  • بالإضافة إلى أنه من المهم أن تقيم الجو العام للمدرسة أو في الصف، مثل أن تشعر بترحيب لطيف وأن التفاعل بين الطلاب والمعلمين منفتح وقوي. وكما ذكرنا أعلاه أنه من الأفضل معرفة
    مؤهلات فريق العمل في المركز، وإن كان هناك خطوط تواصل مباشرة معهم حتى تحصلوا على ما تحتاجونه من الدعم لأطفالكم.

في نهاية المطاف، مرجعك لاتخاذ هذا القرار هو مدى شعورك بالارتياح اتجاه المكان المعين في ضوء المعلومات التي قمت بجمعها ودراستها، وتذكر دائماً أن ما اخترته هو عامل متغير يمكنك تبديله بما يناسب طفلك.
كل ما عليك فعله هو أن تقوم بتقييم أداء طفلك بشكل مستمر والنظر فيما إذا كان الوضع الحالي يلبي احتياجاته في كل مرحلة من مراحل النمو والتطور.

المصدر :أمهات 360

هل وجدت هذا مفيدا؟

نعم
لا
محايد
2 people found this helpful

ساهم بإثراء النقاش حول هذا المحتوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *